السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في الآية الكريمة
11 من سورة الحجرات:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }، وقد يحدث لدى البعض عدم تدقيق في نطق كلمة الاسم أو في سماعها فيظن أنها الاثم، وليس الاسم، خاصة وأن بعض مواقع الانترنت غير المدققة في الكتابة قد ترد بها بهذا الشكل، علما أن هناك اختلافا كبيرا في معنى الآية عن النطقين، فاللغة العربية من اللغات الدقيقة جدا التي قد يؤدي تغيير حرف بها لتغيير معنى كاملا، فالفرق بين نطق الاثم بالثاء في هذه الآية والذي لم يرد بالقرءان الكريم، أن المعنى ساعتها يصبح: من الأشياء القبيحة التي يعتبر ارتكابها اثما ـ ذنبا ـ أن يفسق المرء بعدما كان مؤمنا، وهو معنى لا يتناسب مع فصاحة القرءان وتبيانه المليء بالمعجزات ، فما تتحدث عنه الآية الكريمة هنا شيئا أخر، فالاسم هنا مأخوذة من الوسم ، أي أنها فعليا تعود لكملة الاسم ـ التي منها التسمية والاتصاف ـ والمقصود من الآية هنا: أن أكثر شيء قبيح قد يقع فيه الإنسان أن يصبح وسمه وصفته الفسوق، بعدما كان مؤمنا، أي أن الله تعالى ينهانا في هذه الآية عن الاتصاف بالفسق والوقوع تحت مسماه بعدما كنا مؤمنين، وحذرنا من التنابذ بالألقاب ومن السخرية لأنهما قد يؤديا إلى مثل هذا الطريق، فسبحان العزيز الحكيم الذي لا يأتي الباطل لكلامه أبدا.
" بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ"
والاسم لها وجهان :
أولا أصل الكلمة :
سْم ولأن العرب لا تبدأ بساكن أدخلوا عليها همزة وصل .
اسْم ( نبدأ بهمزة الوصل مكسورة لأنها دخلت على الأسماء )
ثم دخلت عليها لام التعريف الساكنة : لاسْم
وسُبقت لام التعريف الساكنة بهمزة وصل حتى أتمكن من نطقها وحركتها الفتح لأنها دخلت على الحرف - لام التعريف - : اَلاسْم
همزة الوصل الثانية ( اَلـاسْم ) تسقط لفظا أي لاتنطق لأنها في درج الكلام وبالتالي سيلتقي لدينا ساكنين لام التعريف والسين لذلك تكسر لام التعريف من أجل التخلص من التقاء الساكنين وحُرّكت اللام بالكسر لأن الأصل في التخلص من الساكنين هو الكسر ..
وبالتالي تصبح الكلمة عند البدء بها ( اَلِسْم ) وهو الوجه الأول والمقدّم في الأداء .
أما الوجه الآخر : يمكن الاستغناء عن همزة الوصل الأولى لأننا أتينا بها للنطق باللام الساكنة والتي حُرّكت لالتقاء الساكنين فتصبح الكلمة ابتداءً ( لِسْم ) وهو الوجه الثاني في الأداء ..
أما قراءة كلمة الاسم وصلا تقرأ : بئس لِسْم الفسوق
لأن همزة الوصل سوف تسقط في درج الكلام