www.nuralislam.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.nuralislam.com

لتعليــــم القــــــرءان وعلومـــــــــــه

موقع نور الاسلام لتعلم سائر علوم القرءان الكريم
www.nuralislam.com
دروس الشيخ بكر في القراءات العشر وتحفيظ القرءان مستمرة في الموقع مساء كل يوم بعد الساعة العاشرة بتوقيت اوروبا
نرحب بجميع الأعضاء المسجلين في المنتدى
حاز بفضل الله وكرمه شيخنا بكر على اجازة القراءات العشر الكبرى من الشيخ العلامة عبدالباسط هاشم فبارك الله في علمه

    هبوطان لكل من آدم وإبليس وليس واحدًا

    hayrunnisa
    hayrunnisa
    Admin


    رقم العضوية : 2
    عدد المساهمات : 149
    تاريخ التسجيل : 23/02/2010
    الموقع : http://www.quranflash.com/quranflash.html

    k7n هبوطان لكل من آدم وإبليس وليس واحدًا

    مُساهمة  hayrunnisa الأربعاء يونيو 30, 2010 3:02 pm




    بسم الله الرحمن الرحيم
    هبوطان لآدم وإبليس وليس واحدًا
    لما أراد آدم وزوجه الرجوع إلى الجنة بعد الأكل من الشجرة قال تعالى لهما: (وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) البقرة، فهبطا إلى أسفل الجنة بانتظار نقلهما مع إبليس إلى الأرض، فقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) تبليغًا لهم من الله بمآل أمرهم، وأطلقت أيدهم بهذا الهبوط، إلى درجة أن عادى بعضهم بعضًا. فظل إبليس على معصيته، واعترف آدم وزوجه بذنبهما واستغفرا ربهما فتاب عليهما: (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) البقرة، ليكون بعدها الهبوط لهم جميعًا إلى الأرض ؛ لإبليس، ولآدم وزوجه، ( قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً ....... (38) البقرة.
    عدم التفريق بين الهبوطين وجعلهما هبوطًا واحدًا.... أوجد إنكار أن جنة الخلد هي الجنة التي سكنها آدم ... مستدلين بأدلة عديدة
    مفارقة كل من إبليس وآدم للجنة ورد بلفظين لفعلين مختلفين:
    هما "اهبط" ولفظ "اخرج"، وكلا الفعلين يدل على مفارقة الجنة،
    وفعل الهبوط تكرر فدل على هبوطين؛ هبوط من أسفل الجنة إلى خارجها، وهبوط ثانٍ من خارج الجنة إلى الأرض بعد ذلك.
    أما الخروج فكان الحديث فيه عن خروج واحد؛ ألا وهو الخروج من الجنة.
    والفرق بين الفعلين: أن الهبوط يدل على انتهاء البقاء في الجنة، ويترتب عليه وجوب الخروج.
    وأما الخروج: فهو مفارقة المكان بالإكراه، وذلك بسبب التمسك بالمكان، والتشبث فيه، وعدم الرغبة بمفارقته، كالخروج الذي كان لهما من الجنة، والرسول صلى الله عليه وسلم أخرج من قريته مكة فهاجر منها، وأخرج من بيته في غزوة أحد، ليقاتل خارج المدينة، والأمثلة على ذلك في القرآن كثيرة، ويصحب الخروج في الغالب؛ الشدة والمشقة.
    والهبوط يفيد انتهاء البقاء، ثم الانتقال إلى غيره، فإطلاق القدرة له في المكان الجديد،
    قد دل عليه مجيء الهبوط في غير هبوط إبليس وآدم من الجنة.
    فلما انتهت رحلة نوح عليه السلام بانتهاء الطوفان، هبط من السفينة ومن معه إلى البر ليبدأ انتشاره في الأرض وتعميرها.
    ولما طلب بنو إسرائيل استبدال المن والسلوى بالبقل والقثاء والفوم والعدس والبصل، غضب الله عليهم، وقال اهبطوا مصرًا؛ فانتهت عزلتهم وبعدهم عن الناس، وتفرغهم للعبادة فقط، للعمل في الأرض عند الناس.
    والحجارة إذا انتهى بقاؤها في مكانها تهبط إلى أسفل منها، أو متدحرجة من على سفح إلى منخفض من الأرض؛ منتشرة قطعًا عليه.
    وكذلك كان انتهاء مقام إبليس في الجنة بالعصيان فأهبط منها؛
    قال تعالى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) الأعراف.
    والهبوط له صورة في النفوس أنه النزول من المكان العالي إلى المنخفض، ومن المنزلة العالية والرفيعة إلى منزلة سفلية ودنيئة، ولدلالة حرف الطاء في الاستعمال العربي الذي يفيد الامتداد باستعلاء وهيمنة، وهو في هذا الفعل آخر حروفه ليدل أيضًا على استقرار ودوام لامتداده، وانتشار وتوسع على ما سفل؛ وهذا يضيف صورة جديدة للهبوط يؤيده النظر في المواضع التي استعمل فيها في القرآن الكريم.
    فهبوط نوح عليه السلام من السفينة بمن معه أعطى انتشارًا وتعميرًا في الأرض، وكذلك هبوط بنو إسرائيل شتتهم في الأرض ليعملوا عند الناس بعلوم كثيرة، وهبوط الحجارة يفتتها ويصنع منها التراب التي يغطي الصخور لينبت فيها الزرع والحبوب.
    وهبوط الحجارة يفتتها وينشرها وتؤثر على كل ما تمر عليه.
    وهبوط آدم من الجنة أطلقت يده في الأرض، وانتشرت ذريته فيها، ليستعمروها، ولو ظل في الجنة لما زادوا عددهم عن اثنين، وما استعمار الأرض وانتشارهم في الأرض بأفضل لهم من الجنة.
    وكذلك إبليس فإن هبوطه فيه إطلاق يده بالعمل وانتشاره جنسه بتكون الذرية؛ فقال تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ(50) الكهف،
    ودل على إطلاق يده في العمل بقوله: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف.
    ولأن الهبوط يراد به استعمار الأرض وإطلاق يد الإنسان في الأرض كلها؛ لم يأت خبر صحيح يبين مكان إنزال آدم عليه السلام في الأرض.
    أبو مُسْلِم/ عبد المجيد العَرَابْلِي
    __________________

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 11:49 am